السبت، 18 أبريل 2015

استجابة الاعلام للقضايا القتصادية





عن المشروع
تزايد الاهتمام العام بالقضايا الاقتصادية مما يستدعي استجابة وسائل الإعلام
أصبح الوضع الاقتصادي في مصر موضوعا لكثير من النقاشات، ارتفاع أسعار الطعام، أسباب انقطاع الكهرباء، الدعم الاقتصادي من دول الخليج، انهيار صناعة السياحة، خطط الحكومة لزيادة تكلفة المواصلات، الأسباب، المتسببين، الحلول والمنقذين كلها أصبحت محل نقاش ساخن طوال الوقت.
يمكننا ملاحظة التنامي في الاهتمام بالمواضيع الاقتصادية في وسائل الإعلام، نفس المواضيع تتم مناقشتها على التليفزيون تناقش في الصحف والمواقع. لم يعكس الاهتمام المتزايد في وسائل الإعلام إلى تقليل القلق حول الوضع الاقتصادي، ولم تدفع النقاش الساخن مجتمعيا نحو الثقة في القطاع الخاص أو خطط الحكومة لمعالجة المشاكل الاقتصادية، أو تنميتها.
ما جودة استجابة وسائل الإعلام لحاجة الرأي العام للمعلومات؟
بالرغم من الاهتمام المتزايد بالقضايا الاقتصادية في وسائل الاعلام، يسود إحساس عام بالتخبط والقلق من حالة الاقتصاد والمعلومات الإضافية لم تغير من طبيعة النقاشات، لم تتغير عدم الثقة في معالجة الحكومة للاقتصاد وقلة من الناس فقط من يستطيعون تفسير سياسات الحكومة، تتزايد ذات الحيرة حول سلبيات وإيجابيات القروض الدولية، وكذلك حول القضايا المتعلقة بالفقر والبطالة، يوجد أكثر من سبب ليستمر القلق.
بادئ ذي بدء، طبيعة المشكلات الاقتصادية ذاتها، حتى الخبراء الاقتصاديين لا يتفقون دائما حول أسبابها وحلولها، تختلف أراء الخبراء حتى حول مستقبل تلك المشكلات، يتعامل علم الاقتصاد مع الحقائق والأرقام، لكنه يتعامل أيضا مع اختيارات، وأولويات، وتبعاتها، وتختلف أراء الخبراء حسب توجههم السياسي، أو تخصصهم الاقتصادي.
كذلك، العلماء ليسوا دائما جيدين في شرح القضايا المعقدة للجمهور العادي، في الغالب لا يلقي أيهم لذلك بالا ولا يكون في دائرة اهتمامهم، وسائل الإعلام هي الجيدة في ذلك، حيث دورهم هو أن يكونوا حلقة وصل بين الوسط الأكاديمي، وبين الجمهور العادي من القراء والمشاهدين، يجب أن يكون دورهم هو ترجمة المعلومات المعقدة، للغة دارجة يستطيع الجمهور فهمها، وأن يشرحوا كيف تؤثر المشاكل والسياسيات والقرارات الاقتصادية في حياتهم.
على الرغم من ذلك، الصحفيين لم يحصلوا على فرصة لدراسة تلك المشكلات الاقتصادية بأنفسهم، وقد أظهر بحث أعدته الصوت الحر أن قلة من الصحفيين يعملون في القسم الاقتصادي لوسائل الإعلام الرئيسية يتابعون الدراسات الاقتصادية، وبالتالي فالصحفيين غير مجهزين لتقديم المعلومات للقراء والمشاهدين بدون رؤي حقيقة لإمكانيات وأفاق الاقتصاد المصري وتحركات وخطط كل من الحكومة المصرية والقطاع الخاص.
تزايد أهمية احتياج الرأي العام لمعلومات جيدة عن القضايا الاقتصادية
مصر في طريقها لاتخاذ قرارات اقتصادية هامة، الخبراء الاقتصاديين، في الجامعات وكذلك في المراكز الخاصة متفقين على أن الاقتصاد المصري وصل لمرحلة حرجة حيث الحاجة لقرارات مصيرية أصبحت متزايدة، قرارات لها تداعيات مهمة على جميع المواطنين.
من المعتاد أن يكون للحكومة المصرية دور مهم في الاقتصاد، تتفهم الحكومات المتعاقبة مسئوليتها، وتحاول وضع الخطط والسياسات، والتي تستحق أن تُفهم من المواطنين.
تحظى نشاطات القطاع الخاص بتغطية أقل من وسائل الإعلام وأحيانا ما تكون غير مفهومة، على الرغم من تأثير قرارات القطاع الخاص على حياة المواطنين.
اتجهت مصر لتنفيذ خارطة طريق تصل بها للديموقراطية، والديموقراطية الحقيقة تحتاج مواطنين واعيين يتتبعون قرارات البرلمان حول سياسات وخطط الحكومة، يمكن لوسائل الإعلام أن تساهم أيضا تجاه تعزيز الديموقراطية، بتوفير معلومات لقارئيها ومشاهديها عن القضايا الاقتصادية المهمة. يمكن فعل ذلك عن طريق إتاحة الفرصة للأكاديميين ومجتمعات قطاع الأعمال ليكون لهم صوت مسموع، من أجل إيصال المعلومات التقنية والمعقدة بشكل يسهل فهمها للمواطنين.
كيف يمكن للصحافة والبحث أن يخدما بعضهما
ويستهدف مشروع الأبحاث والصحافة الاقتصادية تحسين الوضع العام والتقدير الجماهيري للكتابة الصحفية الاقتصادية في مصر، وهو أمر شديد الأهمية خصوصا في ظل الصعوبات الاقتصادية الحالية. سيقوم المشروع يجمع الخبراء الاقتصاديين والباحثين الاقتصاديين مع الصحفيين العاملين في التلفزيون، الإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة لتحقيق تبادل مثمر حول القضايا والمعضلات الاقتصادية الراهنة، مما يجعل هذه القضايا مفهومة لجمهور أوسع علاوة على تحفيز النقاش العام المبنى على معلومات حقيقية وواضحة.
بالإضافة إلى هذا الهدف العام، يسعى المشروع أيضا الى تحقيق عدد من الأهداف المحددة؛
1-      زيادة الاهتمام العام بالصحافة الاقتصادية والمالية؛
2-      اشراك وسائل الإعلام المختلفة في عملية تحسين نوعية تقاريرها المالية / الاقتصادية؛
3-      تقديم ونشر قوالب وصيغ جديدة للصحافة الاقتصادية، مع التركيز بشكل خاص على ‘ الصحافة التفسيرية؛
4-      تعزيز تعاون مثمر بين الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام، مما يؤديالى مستوى عال ومتعمق من التقارير والأبحاث الاقتصادية؛
5-      تدريب الصحفيين على الكتابة الاقتصادية الاحترافية ومهارات كتابة الأخبار؛
6-      تنفيذ أبحاث عملية “استقصائية” حول القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام الوطني، مما يساعد في انتاج معلومات تساهم في خلق جدال وطني مفيد وذو مغزى.
سيقوم المشروع بالتركيز بوجه خاص على ادخال ثلاثة مفاهيم صحفية جديدة:
1-      الصحافة التفسيرية، من خلال عرض معلومات مستندة على الواقع، مع التركيز على ‘ماذا ‘ و’كيف ‘ بالنسبة للمفاهيم الاقتصادية والمعضلات وباستخدام مفردات واضحة وبسيطة؛
2-      الصحافة الاستقصائية، عن طريق تقديم مزيد من التحليل الاقتصادي المتعمق بطريقة جذابة لمجموعة واسعة من القراء والمشاهدين.
3-      رفع كفاءة الكتابة الصحفية حول المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل؛ مع التركيز على عرض وجهتي النظر بدون تحيز.
سوف يستمر هذا المشروع لمدة تزيد على 12 شهرا، وسوف يشمل ورش عمل، ومناقشات حول القضايا الاقتصادية، وإعداد تقارير استقصائية تحت اشراف خبراء ومدربين.
في نهاية المشروع، سيتم إصدار شهادات للصحفيين المشاركين وستقدم جوائز للصحفيين صاحبي أفضل مواضيع مشاركة.
خلال هذا المشروع سيتم التعاون مع معظم الجامعات الكبرى ومراكز الأبحاث في البلاد، وسيتم تقديم ورش عمل تدريبية من قبل مدربين من ذوي الخبرة والخبراء الاقتصاديين.
ستستفيد وسائل الاعلام المشاركة في المشروع من خلال:
1-      زيادة الاهتمام الجماهيري بالأخبار الاقتصادية المنشورة عبرها؛ مما قد يؤدي الى زيادة في المبيعات والاعلانات.
2-      نتيجة لزيادة مصداقية الأخبار سيرتفع كلا من المستوى المهني والمكانة الاعلامية للمؤسسات المشاركة.
3-      التعاون مع العلماء والخبراء سوف يؤدي الى زيادة رضا القارئ بالإضافة الى تقليل المخاطر القانونية.
4-      سيزيد الصحفيون المشاركون في المشروع من مهاراتهم الصحفية. خاصة “صناعة الخبر” بدلا من ” متابعة الخبر”، سوف يتمكنون من انتاج مواضيع حصرية وموثقة يسهل أرشفتها واستخدامها بعد ذلك.
خلفية عن الصوت الحر
الصوت الحر ” الشبكة العربية لدعم وسائل الإعلام “، هو برنامج يهدف إلى تحسين الجودة الصحفية. وتشرف الشبكة على تطوير وتنظيم تدريب عملي وعالي المستوي يقدم الى الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الأخرى، استنادا إلى الاحتياجات الحقيقية والأولويات والاهتمامات. وترى الشبكة في ذلك وسيلة لتحقيق رؤيتها. وهي تسعى إلى التعاون مع جميع الشركاء المحتملين، وخاصة المنظمات والمبادرات التي تشاركها نفس المبادئ.
وقد عملت شبكة الصوت الحر www.asahnetwork.org في مصر منذ عام 2007 وقامت بتدريب أكثر من ألف صحفي منذ ذلك الحين.
خبرات الصوت الحر التدريبية
منذ عام 2012، تعاونت الصوت الحر بشكل وثيق مع نقابة الصحفيين المصرية لتقديم التدريب في مجال الصحافة المالية والاقتصادية، مركزة على تطوير فهم الصحفيين أنفسهم للمفاهيم الاقتصادية والمالية، وتحسين مهاراتهم الصحفية لنقل هذه الأفكار إلى غير الخبراء من الجمهور.
وفي عام 2013، بدأت الصوت الحر مشروعا حول الكتابة الصحفية للموازنة العامة، والذي استهدف تدريب الصحفيين على فهم الموازنة العامة وكتابة مواضيع تتصل بشئون الموازنة مع التركيز على البعد الانساني. تضمن هذا المشروع أيضا تدريبا على الكتابة الاستقصائية، والذي قام الصحفيون المشاركون من خلاله بكتابة تحقيقات استقصائية أصلية حول مواضيع متصلة بالموازنة، وأنتج المشروع مقالات متعمقة وفريدة من نوعها. كنتيجة لهذا المشروع تم نشر 92 موضوعا متصلا بالميزانية حتى الان.
وقد أجرت الصوت الحر مجموعة من الأبحاث والاستطلاعات حول الصحافة الاقتصادية في مصر، وأشارت معظم النتائج الى أن المشاكل الاقتصادية الأخيرة في مصر قد أدت إلى زيادة اهتمام الجمهور بالأخبار الاقتصادية والمالية. ومع ذلك وفي أغلب الأحيان أشارت العينة المستهدفة الى أن الأخبار الاقتصادية عادة ما تكون غير جذابة أو صعبة المتابعة، وذلك بسبب استخدام مصطلحات غير مفهومة ومفاهيم معقدة. ويمكنكم الحصول على نسخة كاملة من هذا البحث لمزيد من الاطلاع.


ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...